سمعنا مؤخراً في قنوات التلفزة عن إغلاق أحد اكبر مصانع تجميع الحاسبات المكتبية في المملكة وإعادة الشركة ذلك بسبب اتجاه المستخدمين إلى شراء الحاسبات المحمولة وطي صفحة الحاسبات الشخصية المكتبية، ويعود السبب إلى ذلك بعض المميزات التي يمتاز بها الحاسب المحمول عن المكتبي، ولعل أبرزها حرية التنقل، ولكن إعجاب الكثيرين بصغر الحجم وحرية التنقل قد اغفلوا جانب السيئات في هذا الإنتاج من الأجهزة، وسوف نحاول هنا سرد تلك الحقائق حول الأجهزة المحمولة.
هل المحمول يناسبني؟!
هذا السؤال الذي يجب عليك أن تسأل نفسك قبل أن تبادر إلى تحديد نوع الشراء الذي تريد، ان رخص سعر الحواسيب المحمولة ليس سبباً أساسيا لاقتناء مثل هذا الجهاز.. فقد كان السعر احد العوامل الأساسية في السابق، حيث كان الحاسب المحمول الأرخص بسعر لا يقل عن 5000ريال، ولكن في الوقت الحالي نشاهد حواسيب محمولة بسعر 1400 ريال، لذلك لم يعد السعر احد العوامل الاساسية في تحديد نوع الجهاز الذي تريد شراءه.
ولكن أصبحت أسباب أخرى هي الفاصل الرئيسي ومنها سهولة الحركة، فإذا كنت شخصاً كثير التنقل والسفر من دولة إلى دولة أو من مدينة إلى أخرى وتريد أن تكون مزودا بجهاز حاسب آلي واتصال بالانترنت على مدار الساعة. فنعم نقول لك ان الحل الأمثل في مثل هذا الحال هو شراء حاسب محمول تستطيع ان تقوم بإجراء جميع العمليات عليه، على سبيل المثال رجال الأعمال كثيري التنقل، المهندسين المعماريين، مهندسي الاتصالات والشبكات، مندوبي مبيعات البرامج وايضا المبيعات الهندسية، السكرتارية، وأحيانا الطلاب والطالبات الجامعيين حيث قد يلزمهم مثل هذا الجهاز للقيام بعدد من البحوث المطلوبة. مثل هؤلاء الأشخاص يحتاجون إلى حاسب متنقل خارج منطقة المكتب الذي يعملون به. كما نضيف إلى هذه القائمة بعض الهواة مثل المصورين، الرحالة، محبي التخييم بالصحراء، وايضا محبي المقاهي.
أما بالنسبة للمنزل فالحل الأمثل هو المكتبي مثل الطلاب، الفتيات في المنزل، ربة المنزل، الأبناء لا يلزمهم الحصول على حاسب محمول والانتقال به إلى غرفة النوم، وخصوصا الأطفال والمراهقين من هم دون سن 18حيث يلزم الأب والأم المتابعة والاطلاع على ما يقوم به أبناؤهم وبناتهم على شبكة الانترنت فالأخطار كثيرة والحاسب المكتبي وتواجده في الصالة على سبيل المثال يقلل من الخصوصية التي قد يتمتع بها الطفل ويتيح للآباء المراقبة الفعالة.
ولكن مع كل ذلك المحمول له سيئات قد تغير وجهة نظرك من شراء المحمول إلى شراء الحاسب المكتبي وسوف نسردها ونوضحها في عجالة.
فالبطارية هي أول وأحد أكبر الأسباب التي قد تفقدك الاهتمام في شراء حاسب محمول فالبطاريات ذات أعمار متوسطة، يتراوح متوسط أعمار البطاريات للحواسيب المحمولة 4ساعات لمعظم الأجهزة، وهي في الحقيقة غير كافية لمحترفي التقنية، فلك ان تتخيل انك في ساحة عمل وبناء مشروع معماري وقد انتهت البطارية قبل الانتهاء من الإشراف على الموقع فيجب عليك عندئذ الانتقال والبحث عن مصادر كهربائية الأمر الذي يلغي حرية التنقل والذي أصبح يقوم مكانه الحاسب المكتبي أو لك ان تتخيل انك على متن طائرة فلا يمكنك الحصول على طاقة كهربائية على أي حال من الأحوال في تلك الأجواء إلا إذا كنت من ركاب الدرجة الأولى، ولكن يعكف منتجو الحواسيب المحمولة إلى إنتاج وسيلة لمنع هذه المشكلة من الحدوث وذلك إما بزيادة العمر الافتراضي للبطاريات التي تستخدمها الحواسيب المحمولة أو إيجاد البدائل وكانت النتيجة بطاريات تنتج الطاقة بطرق مختلفة باستخدام الوقود.
أيضا لعل احد عيوب الحواسيب المحمولة سرعة عطلها، فهي بسبب خفة الوزن يسهل الحمل والتنقل بها في أي مكان تستخدم فيها أخف المواد لصناعتها وذلك يفقدها المرونة والمتانة وبذلك تكون رقيقة وسهلة العطب. وفي استفتاء أجري على أسباب عطب أجهزة الحاسب هي السقوط في الطائرة، فمثلا يقوم الراكب بوضع المحمول على طاولة الطائرة وبحركة فجائية من الشخص الجالس أمام هذا الراكب يريد إمالة الكرسي للراحة يسقط المحمول محدثا أضرارا مثل كسر في الشاشة او عطب في القرص الصلب، أيضا السلك الكهربائي الذي يتم إيصاله بالمحمول لغرض الشحن فهو بالعادة احد الاسباب في سقوط المحمول على الأرض، كما يوجد أجهزة تتحمل السقطات ولكن هذه الأجهزة تكون باهظة السعر وثقيلة الوزن وبالعادة تستخدم للأماكن الخطرة مثل مشاريع البناء، كما ان البعض يقومون بوضع الجهاز المحمول من ضمن الأمتعة الأمر الذي سوف يفقده الشاشة لا محالة، فالمحمول من الأجهزة التي لا تحتمل القذف من مكان لآخر لأنها شديدة الحساسية، ولا يخفى على الجميع ما قد يحدث عندما ينسكب مشروب بارد على الجهاز المحمول، كما ان الأطفال لا يستغنون عن لمس الجهاز والأحب إلى قلوبهم فتح باب محرك الأقراص الليزرية الذي قد يعطب بسهولة.
العمر وتكلفة الإصلاح !!
احد عيوب الحواسيب المحمولة هو العمر، فعمر الحاسب المحمول قصير مقارنة بعمر الجهاز المكتبي، في بحث أجري عن طريق شركة IDC تبين أن متوسط أعمار الحواسيب المحمول هو 3إلى 4سنوات بينما الحواسيب المكتبية قد تصل إلى 6سنوات، حتى ان بعض الحواسيب المحمولة لا يتعدى العام الثاني وذلك يعود لرخص السعر ورداءة التصنيع.
كما يعتبر الجهاز المحمول ثابت (غير قابل للتطوير) طوال هذه السنين فإنك لا تستطيع ان تعمل أي شيء من عمليات التحديث سوى الذاكرة أحيانا، إما الجهاز المكتبي تستطيع تغيير كل شيء وبسعر رخيص جدا مقارنة بأسعار قطع الحاسب المحمول الذي قد تتجاوز الآلاف، فعلى سبيل المثال جهاز محمول بسعر 9آلاف ريال إذا انتهى الضمان وحصل عطل بالجهاز بسبب المعالج الذي يصل سعره إلى 4آلاف ريال يجعل أمامك خيارا واحدا وهو اقتناء محمول جديد بدلا من الاستبدال حيث تكون التكلفة اقل.
سهولة الضياع!
لعل احد اكبر المشاكل في الأجهزة المحمولة هو سهولة فقدان الجهاز والواقع يشهد ويفرض نفسه فكم حدثت سرقات لأجهزة الحاسب المحمول سواء في السيارة كان أم في المكتب حيث سهولة حمله تسهل عملية سرقته، وفي معظم الأحيان إذا كان الحاسب المحمول حاسبا لشخص من رجال الأعمال فهو دمار لكل الشركة إذا لم يكن لديه نسخة احتياطية، حيث الضرر لن يكمن في فقد الجهاز نفسه بل فقد المعلومات وهي تساوي آلاف الأجهزة المحمولة في بعض الأحيان، وفي هذه الحالة يمتد الضرر من شخص واحد إلى عدة أشخاص من ما قد يهدد بخسارة فادحة لتلك الشركة.
صعوبة الحماية!
الأجهزة المحمولة صعبة الحماية من الناحية الفيزيائية والناحية البرمجية، والمقصود في هذا حماية البيانات، فالبيانات التي يحتويها الحاسب المحمول أثمن من قيمة الجهاز نفسه، والعبارة المتداولة عند سرقة المحمول "ارجع بياناتي وخذ المحمول" فالبيانات التي تحتويها أجهزة الحاسب المحمول قد لا تقدر بثمن، ومنها البيانات الشخصية مثل الصور ومقاطع الفيديو الخاصة، ومنها البيانات الخاصة بالعمل وهي إما الميزانية القادمة، الخطة التسويقية، ومن ناحية فيزيائية فمثلا عند تصفح مثل هذه الأمور في مقهى قد يكون بخلفك من يشاهد ضغطات الكيبورد الخاص بك ليعرف كلمة السر الخاصة بك او في الطائرة، فإنك لا تستطيع التحكم بأعين الناس، ومن ناحية برمجية مثل الاتصال بشبكة الاتصال اللاسلكي فأنت لا تعرف من معك على هذه الشبكة وماذا يستطيع ان يفعل والى أي مدى تصل قدراته التطفلية. وهناك أيضا شبكات لاسلكية ليست حقيقة فهي تربطك بالانترنت وبجهاز آخر مليء ببرامج التجسس والفيروسات، فأجهزة المحمول عرضة للخطر أينما حلت.
الاتصال اللاسلكي!
أيضا يشكل الاتصال اللاسلكي احد عوائق الحواسب المحمولة وذلك في قطاع الأعمال فمعظم الشركات الكبرى ذات الأداء الاحترافي والتي تعتمد على شهادات ال ISO يجب عليها اتباع نهج معين في التعامل مع موظفيها، وأيضا يجب على موظفيها اتباع نهج معين في التعامل مع الشركة فعلى سبيل المثال لكي يرتبط الموظف بشبكة الشركة اللاسلكية يلزمه بعض الإعدادات لكي يستطيع الدخول على ما يسمى ب VPN ويتطلب ذلك بعض الجهد من قبل ادارة الصيانة والشبكات في الشركة التي يشكل الجهاز المحمول عبء عليها، كما ان المستخدم كلما خرج بالجهاز خارج المكتب فإنه يتوجب عليه تغيير تلك الإعدادات لكي يرتبط بالشبكات المختلفة سواء بالمنزل او بالمقهى او حتى بالمطار من ما يعني اعادة فريق الصيانة والشبكات الإعدادات كما كانت في كل مرة وهذا أيضا عائق إضافي لمستخدمي الحاسب المحمول.
ضعف الأداء!
قد تستطيع فتح ملف اكسل يحتوي على عدد من آلاف الصفحات او تستطيع فتح ملف باوربوينت يحتوي على 200شريحة عرض ولن تلاحظ وجود مشكلة ولكن حاول فتح كلا الاثنين في نفس الوقت فيكون هناك ضعف في الأداء خصوصا اذا احتوت ذاكرة الجهاز على برنامج حماية يعمل في الخلف ولن يكون الأداء مثل أداء الجهاز المكتبي حتى مع أسرع المعالجات المتوفرة حاليا للحاسب المحمول.
الأمان
لعل مدير النظام او مدير الشبكة ويحرص على أمن الشبكة وكل محتوياتها وذلك بضمان وجود وتحديث برامج الحماية على الأجهزة المتوفرة هذا اذا كانت مكتبية، ولكن تخيل ان شخصاً ذهب إلى شبكة لاسلكية والتقط احد احدث الفيروسات من تلك الشبكة وفي اليوم التالي ذهب إلى العمل ليوصل جهازه المحمول بالشبكة مسببا انتشاراً لهذا الفيروس الجديد في كل الشبكة حينئذ تكون الكارثة اكبر من ما تتصور، مثلما حصل مع فيروس اعادة التشغيل الذي كان يستغل احد ثغرات النظام مايكروسوفت ليوقف احد الخدمات في نظام ويندوز RCP، وكانت النتيجة خسائر فادحة لمعظم الشركات الضخمة مثل جنرل موترز وياهو.
الجمعة 21 مارس 2008 - 5:15